الأربعاء، 18 أبريل 2012

غزل بوليسي !



شعركَ هذا ॥ شعرٌ أعور !
ليسَ يرى إلا َ ما يحذر
:
فهنا منفى , و هنا سجنٌ
و هنا قبرٌ , و هنا مَنحَر .
و هنا قيدٌ , و هنا حبلٌ
و هنا لغمٌ , و هنا عسكر !
ما هذا ؟
هل خلت الدنيا
إلا من كرٍ يتكرر
خذ نفساً ...
إسأل عن ليلى ..
رد على دقة مسكين ٍ
يسكن في جانبك الأيسر .
حتى الحرب إذا ما تعبت
تضع المئزر !
قبلك فرسانٌ قد عدلوا
في ما حملوا
فهنا ألمٌ .. و هنا أمل ُ .
خذ مثلا ً صاحبنا _ عنتر _
في يمناه يئن السيف
و في يسراه يغني المزهر !
*******
ذاك قضيته لا تذكر :
لون أسمر
و ابنة عم
و أب قاس ٍ
و الحل ُ يسيرٌ .. و العدة أيسر :
سيف بتارٌ
و حصان أبتر
أما مأساتي .. فتصور :
قدماي على الأرض ِ
و قلبي
يتقلب في يوم المحشر !
مع هذا .. مثلك لا يُعذر
لم نطلب منك معلقة ٌ ...
غازل ليلاك بما استيسر
ضعها في حاشية الدفتر
صف عينيها
صف شفتيها
قل فيها بيتا و اتركها ..
ماذا تخسر ؟
هل قلبك قدَ من المرمر ؟!
*******
حسنا ً .. حسنا ً ..
سأغازلها :
عيناها .. كظلام المخفر .
شفتاها .. كالشمع الأحمر .
قامتها ... كعصا جلاد
و الحاجب .. خنجر !
ليلايَ هواها استعمار ٌ
و فؤادي بلد مستعمر ..
فالوعد لديها معروفٌ
و الإنجاز لديها منكر
كالحاكم .. تهجرني ليلى .
كالمُخبر .. تدهمني ليلا !
كمشاريع الدولة تغفو
كالأسطول السادس أسهر
مالي منها غير خيال
يتبدد ساعة أن يظهر
كشعار الوحدة ... لا أكثر !
ليلى غامضة .. كحقوقي
و لعوب ٌ .. ككتاب ٍ أخضر !
*******
يكفي يا شاعرنا ...
تشكر !
قلبت زبالتنا حتى
لم يبق َ لمزبلة إلا
أن تخجل من هذا المنظر !
هل هذا غزل يا أغبر ؟!
*******
قلت لكم .
أعذر من أنذ َر
هذا ما عندي ..
عقربة ٌ
تلهمني شعري .. لا عبقر !
مُر ٌ بدمي طعم الدنيا
مُر ٌ بفمي حتى السكر !
لست أرى إلا ما يُحذر
عيناي صدى ما في نفسي
و بنفسي قهر ٌ لا يُقهر
كيف أحرر ما في نفسي
و أنا نفسي ... لم أتحرر ؟!



شعر / أحمد مطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق