الجمعة، 8 أبريل 2011

صريع الأماني



شعر في تلك الليلة أن الدنيا اسودت في عينيه ،،،و كأن شيئا خانقا سرق الأكسجين الذي كان حوله ،،، و كأن أعز إنسان له قد لقي حتفه و أن جنازة دفنه غدا صباحا،،، و كأن الغرفة التي كانت بقياس 6×6 متر قد تضائلت إلى 20 سم × 10 سم ،،، و كأن جمرة قد ابتلعها و سقطت في أحشائه،،، و كأن سقف الغرفة قد هوى على رأسه بكل ثقله،،، و كأن ملائكة الموت حامت فوق بيته تتسابق تنازعت لنزع روحه ،،، و كأن زلزالا أصاب وجدانه وحده ،،،لم يدر في خلده تلك المصيبة ،،، - ساخط الكون هنا – ساخط من كينونته في الحياة حيث لا أمل ،، حيث صرع الأماني كما يصرع قتيل الحرب ،،، حيث الرغبات تسحب بالنواصي و الأقدام إلى أحبال المشانق ، حيث السعادة تساق إلى هولوكوست الجنون !!! و لطالما أن أحلامه لم تتحقق أو بالأصح لن نتحقق لطالما أنه بنى آمالا كبيرة فهدّمت بشقاء الحياة لطالما أن الرياح تجري عكس سفن أحلامه فلماذا هي في ذهنه دائما ؟؟!!! لماذا تأتيه في أحلام يقظته و منامه ؟؟!!لماذا لا يستطيع محوها من عقله ؟؟!!! ما الفائدة من أن تحوم تلك الأحلام في دواخله كيتيمة تبكي في أرض مهجورة ،، تشكو وحشة المكان !!! بالفعل ،، هنا تكمن كارثة جديدة أخرى !!يجب التخلص منها بسرعة كبيرة و إن كلف ذلك فقدان الذاكرة بالضرب على الرأس حتى الإغماء أو أن عليه جلب شيء قاتل يستبيح دمه و دم قلمه ،، و الله هكذا أفضل !!!


لم يستطع ذلك الإنسان أن يوصف حالته بأجل الصفات رغم قرب أذهان الناس لأفضل التصورات ،، مهما كانت نصوصه ممتلئة بالعاطفة الجياشة و السليقة العميقة ،،، يمر بمراحل صعبة أشبه بمخاض نفسي لولادة شوائب فكرية أو معنوية ،،!!! يجلس و يشعر بالوحدة رغم أن أهله أمامه و أخته الصغيرة تداعبه بالأحاديث البريئة ،،، يحاول محو الذكرى الأليمة و الصحبة التي تركته فيفشل ،،، ،، أراد اجتثاث أسماء من صميم قلبه هجرت مجلسه فلم يزده ذلك سوى فتق الجرح و الصراخ ،،، فما أن رأى أن ذلك غير مجد صنع شخصية من نسيج خياله حتى يحاورها و يكتشف عبرها خفايا نفسه و يسبر أغوار عقله الباطن لعله أن يجد كنزا أو سرا كامنا!!!،،، بحيث يتقمص شخصها و يحادث نفسه الأولى عبرها و يبث شكواه أمامها !!!!ثم يعود إلى شخصه فيحادثها ،،، بحيث يكونان مرآة لبعضهما البعض ،،،، فهربت تلك الشخصية المنسوجة !!!؟!!!!! كانت تجربة حيوية صعبة أشبه بتمثيلية مرعبة تتكون بتصور الآخرين الوجوه الصارخة و العيون الشاحبة !!! استزف ذلك المقهور طريد الأقدار بكاء الرجال حتى استفرغ جل ما في عينيه دون جدوى ،،، تحطمت دواخله و هو لا يعلم ،،، لا يدري أيعلن حالة الطواريء و يبحث عن ذلك الحطام ،، بدأت الشكوك تساوره في قدرة أركان ذاته على تحمل أحداث حياته ،،، التصرفات،،، الكلمات ،،، تعابير الوجه ،،، العاطفة ،،، الوجدان ،،، الجوارح،،، الذهن ،،، السليقة ،،، ما الذي دهاها ؟؟


!!ثم من طرف آخر و من خلال طاحونة الواقع الذي يعيشه و قليل أو لا قليل من الذين يواجهون تلك الطاحونة ،،، صعوبة مسالك الحياة ،، ،، في ظل طبقية تزدهر ،، و عدالة تتقهقر الناس حوله ماديون إلى أبعد الحدود ،،، ملاحدة احساس ،، زنادقة الصداقة المخلصة ،، دينار جيوبهم هو سيد موقفهم !! لا الشرف و لا الكرامة الإنسانية تجدي !!إنسان آلي يتحرك في الشوارع ،،، لا عاطفة تبكي قلوبهم من أجل آهات طفل متشرد جالس في الشارع ،،، حقوق الضمائر خلف القضبان !! أين الذين يتباكون على العدل و المساواة ؟؟!! أين هم ؟؟ في زمن يداس الصامت تحت الأقدام ،،، كان منبوذا ذلك الإنسان و لكن يا ليت الحال ظل هكذا يا ليته ،،، إن المتسلطين و العنجهيين يتكاثرون و يطاردونه ،،!!! فالظلام دائم ،،، و الحظ متشائم ،،، هذا إن لم يكن في التيه هائم،،، عيون هاربة من سيل الدموع ،،،


غريقة من لها منقذ


نبذ ،،، نبذ ،، نبذ،،، لا منقذ ،، لا منقذ ،، لا منقذ ،،،


هل من رصاصة رحمة تفقآها فتريحها !!! للعلم فإنها تعيش في ظلام !! يا حامل رصاصة الرحمة !! لا تخجل من وحوش ظلامها !! أعشقها تكن لك المنفذ !! هي لا تنقذ و لكنها تنفذ !!! رصاصات قاتلة عيونه عبرها تنفذ !!!


أيها الإنسان طريد الأقدار


لنمتطي كوكبا أخر و لنخرج من هذا الفلك ،


هلا نظرت بعين المستقبل المتبحرة قليلا


فما أشبه اليوم بالبارحة


أعلم أن الدنيا قد ضاقت برحابتها عليك !!!


أعلم أن الكرة الأرضية مليئة بنكد البشر ،،


اعلم أن صحاريها و وديانها لم تغررك


و لا يجتذب نظرك ذلك السراب الخادع !!


هلم إلى كوكب آخر !!


اممم ما رأيك بكوكب المريخ ؟؟!!!


نجلس سوية و نبيت الليالي على ضوء سديم الكون


نسامر النجوم المليونية و نعد حضورها و نحتسب غيابها !


نحكي لها قصصا جميلة ،،، فتضحك و تبين نواجذها


و نرسم على تراب المريخ ذكرياتنا و إبداعات أقلامنا


هي منقوشة فلا هواء يذريها ،، و لا بشر يزيل بإقدامه آثارها


ثم تأتي مخلوقات الكون فتقرأها و تتجمل و تتأمل ثم تبتسم !!


فتلاحقنا لترى بشاشة وجوهنا و نقاوة أرواحنا !!!


و إذا أتى وقت النوم رقدنا على صخورها اللدنة


و لا تخش من الزاد ،،، فيكفي قوت القلوب زادا لألف سنة ضوئية


و أما عن الأكسجين فأكسير الحياة سيبقينا !!!


هل ننطلق ؟؟؟


إذاً هلم بنا


هذا موقف من حياة إنسان عاقل يمكن أن يزول أو لا ،، و لكن سيبقى في فكره و لبه مدى السرمدية !! فإن كتب الزمان الموت له بسيف القهر على يد السذج المجرمين ،، فقد أوصى تركة ( مداد قلمه ) إلى كل حليم كاظم الغيظ فهو متنفس حقيقي من نكد الدنيا !!! و أما عن مدونته فإنها بيد المخلصين حيث سيكملون مشاوريها و و أما عن أمه و أبيه فإن قلبه و لبّه قد طابا بهما من المهد و اللحد و أنه ارتضى إن عاش تحت ظلالهما ملكين كانا أم فقيرين !!!

هناك تعليق واحد:

  1. مرة أخرى، هنا روح أحمد تتكلم تبث شكواها وآلامها عبر القلم الصديق الوفي والمنصت المتفهم
    في غربة الشعور لايوجد سوى الآمال المحطمة تحوم في الأفق ترافقهاأفكاراانسحابية تحت مسمى الأمنيات!

    ردحذف