ليس عندي وطن أو
صاحب أوعملُ
ليس عنـدي ملجأ أو
مخبأ أومنزلُ
كل ما حولـي عـراء
قاحـلُ
أنا حتى مـن ظـلالي
أعزلُ
وأَنا بين جراحـي
ودَمـي أنتقِلُ
مُعـدمٌ من كل
أنـواع الوطن
**
ليس عنـدي قمـر أو
بارق أومِشعلُ
ليس عنــدي مرقـد
أومشـرب أو مأْكـلُ
كل ما حوليَ ليل
أَلْـيَلُ
وصبـاح
بالدُّجـى متصـلُ
ظامـئٌ والظمـأُ الكاسر مني يَنـهلُ
جائعٌ.. لكننـي
قـوت المِحـنْ
**
عجـباً
ما لهـذا الكـون
يحبـو فوق أهدابـي إذنْ ؟
ولماذا تبحث
الأوطـان في غربة روحي عـن وطنْ ؟
ولمـاذا وهبـتني
أمرها كل المسافاتِ
وألغى عُمْـرَهُ
كل الزمـنْ ؟
ها هـو المنفى بـلاد
واسعة والمفازاتُ
حقـولٌ مُمْـرِعَـةْ
ودمــي مـوجٌ
شَقِـيٌّ وجراحـي أَشْـرِعـهْ
وانطِفائي
يُطفـئُ الّليل وبي يَشتعلُ
وفم النسيان عن
ذكـرى حضـوري يسـألُ
هل عـرى باصِـرة
الأشياء حوْلي الحَـوَلُ ؟
أم عرانـي
الخَـبَلُ ؟
لا
ولكنْ خانني الكل
وما خـان فـؤادي الأَمـلُ
**
ما الذي ينقصني مادام
عـندي الأمـلُ ؟
ما الذي يحزنني لو
عَبسَ الحاضِرُ لي
وابتسـم المسـتقبلُ
؟
أيُّ مَنفى بحضـوري
ليس يُنفى ؟
أيُّ أوطـانٍ
إذا أرحلُ لا ترتَحِـلُ ؟
**
أنـا وحدي دولةٌ
مادام عنـدي الأمـلُ
دولـةٌ أنقى وأرقـى وستبقـى حين تفـنى الدولُ
شعر / أحمد مطر